passion store عضو فعال
عدد المساهمات : 51 تاريخ التسجيل : 30/07/2011
| موضوع: صلاة التراويح (تعريفها .. حكمها .. فضلها) الجمعة أغسطس 12, 2011 7:31 pm | |
|
صلاة التراويح الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن استنّ بسنّته واتّبع هداه.
تعريف التراويح:
هي الصلاة الّتي تصلّى جماعةً في ليالي رمضان قيام رمضان، والتراويح جمع ترويحة, وهي المرّة الواحدة من الراحة, كـ تسليمة من السلام؛ وسمّيت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان بـ التراويح؛ لأنّهم أوّل ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين. "فتح الباري" 1/288.
حكمها:
صلاة التراويح سنّة مستحبّة، فقد حثّ النبيّ صلى الله عليه وسلم على قيام الليل بشكلٍ عامٍّ، ورغّب فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: {عليكم بقيام الليل فإنّه دأب الصالحين قبلكم، وقربةٌ إلى الله تعالى، ومَكفرةٌ للسيّئات، ومنهاةٌ عن الإثمّ، ومطردةٌ للداء عن الجسد} [" صحيح الجامع " 4079].
وخصّ رمضان بالقيام، قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-: وصلاة الليل في رمضان لها فضيلة ومزيّة على غيرها، لقول النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: {من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه} [متّفق عليه].
وقيام رمضان شاملٌ للصلاة في أول الليل وآخره، وعلى هذا؛ فالتراويح من قيام رمضان، فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها، واحتساب الأجر والثواب من الله عليها، وما هي إلا ليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها. ["فصول في الصيام والتراويح والزكاة" للعثيمين].
وقال القحطاني -رحمه الله- في "نونيّته":
وصيامنا رمضانَ فرضٌ واجبٌ وقيامنا المسـنون في رمضـانِ إن التراويـح راحـة في ليله ونشاط كل عويجز كســـلانِ واللهِ ما جَعَلَ التراويحَ منكـرًا إلا المجوسُ وشـيعـةُ الشـيطانِ
مشروعية الجماعة فيها:
وتشرع صلاة التراويح في المساجد جماعةً، بل هي الأفضل من الإنفراد والاجتماع عليه خارج المسجد؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرجل إذا صلّى مع الإمام حتّى ينصرف حُسِبَ له قيام ليلة". ["صحيح أبي داود" 1245].
وقد كان علي بن أبي طالب يحث عمر -رضي الله عنهما- على إقامة هذه السنّة إلى أن أقامها، فقد أخرج البخاري في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري!! قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاعٌ متفرقون يصلّي الرجل لنفسه، ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرَّهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثمّ عزم فجمعهم على أٌبيّ بن كعب، ثمّ خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعمت البدعة هذه، والّتي ينامون عنها أفضل من الّتي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوّله".
تنبيه: المراد بالبدعة هنا البدعة اللغويّة لا البدعة الشرعيّة. [راجع كتاب "صلاة التراويح" ص 43 لشيخنا الألبانيّ].
فضلها:
لقد رغَّب النبيّ صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان وإن لم يعزم، وما زال السلف يحافظون عليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرَغبُ في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثمّ يقول: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه". [متّفق عليه].
فتوفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثمّ كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر -رضي الله عنه-، وصَدْرٍ من خلافة عمر -رضي الله عنه-".
والآخر: حديث عمر بن عمرو بن مرّة الجهنيّ قال:
جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من قضاعة فقال: يا رسول الله! أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنّك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيتُ الزكاة ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "من مات على هذا كان من الصدّيقين والشهداء".["صحيح الترغيب والترهيب" 1/ 989]. فعلى جميع المسلمين أن يُحيوا سُنّة نبيّهم، وألّا يتهاونوا فيها، ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه. قال شيخنا الألبانيّ في "صحيح الترغيب والترهيب" 1/ 487: "هذا الترغيب وأمثاله؛ بيانٌ لفضل هذه العبادة؛ بأنّه لو كان على الإنسان ذنوبٌ؛ تغفر له بسبب هذه العبادة، فلا يَرِدُ أنّ الأسباب المؤدية إلى عموم المغفرة كثيرة، فعند اجتماعها؛ أيّ شيءٍ يبقى للمتأخّر منها حتّى يُغفرَ له؟ إذ المقصود بيان هذه العبادات، بأنّ لها عند الله هذا القدرَ من الفضل، فإنْ لم يكن على الإنسان ذنب، يظهر هذا الفضل في رفع الدرجات، كما في حق ّالأنبياء المعصومين من الذنوب، والله أعلم".
وقتها:
من بعد صلاة العشاء قبل الوتر إلى طلوع الفجر، والصلاة في آخر الليل أفضل.
عدد ركعاتها:
وركعاتها إحدى عشرة رَكعة، ونختار أن لا يزيد عليها اتّباعًا لسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنّه لم يزدْ عليها حتّى فارق الدنيا، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنّه سأل عائشة -رضي الله عنها-: كيف كانت صلاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في رمضان؟ فقالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة رَكعة، يصلّي أربعًا فلا تسل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثمّ يصلّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثمّ يصلّي ثلاثا". [متّفق عليه].
وله أن ينقص منها، حتى لو اقتصر على رَكعة الوتر فقط. ["الموسوعة الفقهية" ص152 لشيخنا حسين العوايشة].
وكلّ الآثار الّتي وردت في الزيادة عن إحدى عشرة رَكعة: ضعيفةٌ. [راجع كتاب "صلاة التراويح" لشيخنا الألبانيّ].
الكيفيّات الّتي تصلّى بها:
الكيفيّة الأولى: ثلاث عشرة رَكعة، يفتتحها برَكعتين، خفيفتين، وهما -على الأرجح- سنّة العشاء البعديّة، أو ركعتان مخصوصتان يفتتح بهما صلاةَ الليل -كما تقدم-، ثمّ يصلّي رَكعتين طويلتين جدًا، ثمّ يصلّي رَكعتين دونهما، ثمّ يصلّي رَكعتين دون اللتين قبلهما، ثمّ يصلّي رَكعتين دونهما، ثمّ يصلّي رَكعتين دونهما، ثمّ يوتر برَكعة.
الثانية: يصلّي ثلاث عشرة رَكعة، منها ثمّانية يُسلّم بين كل رَكعتين، ثمّ يوتر بخمسٍ لا يجلس ولا يسلّم
إلّا في الخامسة.
الثالثة: إحدى عشرة رَكعة، يسلّم بين كلّ رَكعتين، ويوتر بواحدة.
الرابعة: إحدى عشرة رَكعة، يصلّي منها أربعًا بتسليمة واحدة، ثمّ أربعًا كذلك، ثمّ ثلاثًا.
وهل كان يجلس بين كلّ رَكعتين من الأربع والثلاث؟ لم نجد جوابًا شافيًا في ذلك، لكن الجلوس في الثلاث لا يشرع!
الخامسة: يصلّي إحدى عشرةَ رَكعة، منها ثماني ركعات لا يقعد فيها إلّا في الثامنة، يتشهّد ويصلّي على النبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ يقوم ولا يسلّم، ثمّ يوتر برَكعة، ثمّ يسلّم، فهذه تسع، ثمّ يصلّي رَكعتين، وهو جالس.
السادسة: يصلّي تسع رَكعات منها ستٌّ لا يقعد إلا في السادسة منها، ثمّ يتشهّد ويصلّي على النبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ... إلخ ما ذُكر في الكيفيّة السابقة.
هذه هي الكيفيّات الّتي ثبتت عن النبيّ صلى الله عليها وسلم نصًّا عنه، ويمكن أن يزاد عليها أنواعٌ أخرى، وذلك بأن ينقص من كل نوع منها ما شاء من الركعات حتى يقتصر على رَكعة واحدةٍ عملًا بقوله صلى الله عليه وسلم المتقدم: "...فمن شاء فليوتر بخمسٍ، ومن شاء فليوتر بثلاثٍ، ومن شاء فليوتر بواحدةٍ".
فهذه الخمس والثلاث، إن شاء صلّاها بقعودٍ واحدٍ، وتسليمةٍ واحدةٍ كما في الصفة الثانية، وإن شاء سلّم من كل رَكعتين كما في الصفة الثالثة وغيرها، وهو الأفضل.
وأما صلاة الخمس والثلاث بقعود بين كل رَكعتين بدون تسليم فلم نجده ثابتًا عنه صلى الله عليه وسلم، والأصل الجواز، لكن لما كان النبيّ صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الإيتار بثلاث، وعلل ذلك بقوله: ولا تشبهوا بصلاة المغرب ؛ فحينئذ لا بد لمن صلى الوتر ثلاثًا من الخروج عن هذه المشابهة، وذلك يكون بوجهين:
أحدهما: التسليم بين الشفع والوتر، وهو الأقوى والأفضل.
والآخر: أن لا يقعد بين الشفع والوتر، والله تعالى أعلم. ["قيام رمضان" ص 27 لشيخنا الألبانيّ].
ما يقرأ فيها:
لم يحدّد فيها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حدًّا لا يتعدّاه بزيادةٍ أونقصٍ، ومن السُنّة أن يقرأ في الرَكعة الأولى من ثلاث الوتر: سبّح اسم ربّك الأعلى، وفي الثانية: قل يا أيّها الكافرون، وفي الثالثة: قل هو الله أحد ويضيف إليها أحيانًا: قل أعوذ بربّ الفلق وقل أعوذ بربّ الناس.
وقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قرأ مرّة في رَكعة الوتر بمئة آية من [النساء].
دعاء القتوت وموضعه:
وبعد الفراغ من القراءة وقبل الركوع، يَقْنُتُ أحيانًا بالدعاء الّذي علّمه النبيّ صلى الله عليه وسلم سِبْطَهُ الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، وهو: " اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولّني فيمن تولّيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك، وإنّه لا يذلّ من واليتَ، ولا يعزّ من عاديت، تباركت ربّنا وتعاليت، لا منجا منك إلّا إليك"، ويصلّي على النبيّ صلى الله عليه وسلم أحيانًا، لما يأتي بعده؛ ولا بأس من جعل القُنوتَ بعد الركوع، ومن الزيادة عليه بلعن الكفرة، والصلاة على النبيّ rوالدعاء للمسلمين في النصف الثاني من رمضان، لثبوت ذلك عن الأئمة في عهد عمر -رضي الله عنه-، فقد جاء في آخر حديث عبد الرحمن بن عبدٍ القارى المتقدّم: "وكانوا يلعنون الكفرة في النصف: اللهم قاتل الكفرة الذين يصدّون عن سبيلك، ويكذّبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، وخالِفْ بين كلمتهم، وألْقِ في قلوبهم الرعب، وألْقِ عليهم رجزك وعذابك، إلهَ الحق، ثمّ يصلّي على النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير، ثمّ يستغفر للمؤمنين؛ قال: وكان يقول إذا فرغ من لعنه الكفرة، وصلاته على النبيّ، واستغفاره للمؤمنين والمؤمنين، ومسألته: اللهمّ إيّاك نعبد، ولك نصلّي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ربّنا، ونخاف عذابك الجدّ، إنّ عذابك لمن عاديت مُـلْحَقٌ ثمّ يكبّر ويهوي ساجدًا. ["قيام رمضان" ص لشيخنا الألبانيّ].
ما يقول في آخر الوتر :
ومن السُنّة أن يقول في آخر وتره قبل السلام أو بعده: "اللهم إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
وإذا سلّم من الوتر، قال: سبحان الملك القدّوس، سبحان الملك القدّوس، سبحان الملك القدّوس –ثلاثًا- ويمدّ بها صوته، وبرفع الثالثة، وله أن يصلّي رَكعتين، لثبوتهما عن النبيّ r فعلًا، بل إنّه أمر بهما أمّته فقال: إنّ هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم، فليركع رَكعتين، فإن استيقظ وإلّا كانتا له ["قيام رمضان" ص لشيخنا الألبانيّ].
ليلة القدر وتحديدها :
وأفضل لياليه: ليلةُ القَدْرِ، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر -ثمّ وُفِّقَتْ له-، إيمانًا واحتسابًا، غُـفِـرَ له ما تقدّم من ذنبه" [متّفق عليه].
وهي ليلة سابع وعشرين من رمضان -على الأرجح-، وعليه أكثر الأحاديث، الّتي منها حديث زِرّ بن حُبَيش قال: سمعت أٌبيَّ بن كعب يقول -وقيل له: إنّ عبد الله بن مسعود يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر! ـ فقال أٌبَيٌّ -رضي الله عنه-: رحمه الله، أراد أن لا يتّكل الناس، والذي لا إله إلا هو، إنّها لفي رمضان - يحلف ما يستثني - ووالله إنّي لأعلمُ أيَّ ليلةٍ هي ؟ هي الليلة الّتي أمرنا رسول الله rبقيامها هي ليلة صبيحة سبعٍ وعشرينَ، وأمارتُها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها. "قيام رمضان" لشيخنا الألبانيّ .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله! أرأيتَ إن علمتُ أيّ ليلةٍ ليلةُ القدر؛ما اقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنّك عفوّ كريم تحبّ العفو فاعفُ عنّي. ["صحيح ابن ماجه" 3850].
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
للأمانة (منقول) | |
|
яσѕε المديرة العامة
عدد المساهمات : 280 تاريخ التسجيل : 23/06/2011 الموقع : https://rain.hooxs.com المزاج : Happy
| موضوع: رد: صلاة التراويح (تعريفها .. حكمها .. فضلها) الإثنين أغسطس 15, 2011 12:34 am | |
| موضوع رائع أخي الكريم.. في ميزان حسناتك بإذن الرحمن.. تقبل مروري.. ودي | |
|